ملصقات المونديال تغزو الطرقات
رغم اقتراب موعد انطلاق مونديال 2006 في ألمانيا الجمعة المقبل ما زال الآلاف من عشاق كرة القدم يتهافتون على ملصقات المنتخبات والنجوم في الوقت الذي بدأ فيه قلق كبير يسيطر على العائلات للاهتمام المتزايد بالمونديال والمبالغ به من قبل ابنائهم.
فقد شكل الانتشار اللافت لباعة ملصقات المونديال على الأرصفة وفي الأماكن الرئيسة أبرز مظاهر الاستعداد للاحتفال بانطلاق مسابقة كأس العالم التي ستشكل طقوسا حياتية تستعد لها العائلات التي راح بعضها يدخل درجات الإنذار.
وذكر أحد الباعة ويعمل بائعا لملصقات رياضية لفرانس برس "في الأيام الماضية كانت مبيعاتي تنحصر في صور وملصقات الأندية العالمية التي يعشقها أنصار اللعبة وتعود عادة إلى برشلونة وريال مديد وأندية أخرى انكليزية".
وأضاف "أما الآن فقد تركزت مبيعاتنا على ملصقات منتخبات المونديال التي تشهد اقبالا منقطع النظير على شرائها واقتنائها من قبل الشباب على وجه التحديد".
وتأتي ملصقات منتخب البرازيل يليها المنتخب البرتغالي والانكليزي في مقدمة لائحة المبيعات مما دفع بعجلة العمل على الدوران أكثر في المطابع.
ويفسر المهتمون في هذا الأمر سبب الإقبال باهتمام عشاق كرة القدم بنجوم هذه المنتخبات كرونالدو ورونالدينيو وفيغو وروني واوين، وباتت هذه الملصقات تزين جدران المنازل التي تحولت إلى لوحات تشكيلية كروية.
وقال أحد الأشخاص العاملين في مجال طباعة الصور الرياضية لفرانس برس "أرغمتنا مناسبة المونديال على طرح كميات كبيرة من ملصقات وبوسترات تعود لنجوم العالم، ونتيجة الإقبال الشديد بدأت إيراداتنا ترتفع".
وأضاف "وشجعنا هذا الإقبال اللافت، على طبع صور جديدة في الصين وضخها إلى الأسواق في كل مكان والتي بدأت تستوعب هذه المظاهر المونديالية لأول مرة وأصبحت لدينا منافذ تسويقية في عموم البلاد".
وقال أحد أصاحب متجر كبير لبوسترات اللاعبين "في هذه الأيام تفرغنا فقط لهذه الملصقات بعد أن وجدنا إقبالا واسعا عليها وخصوصا تلك التي تعود إلى منتخبات ألمانيا وانكلترا والبرازيل والأرجنتين، فجمهور الكرة متعدد الرغبات".
من جانبه، قال عامل مطبعة "وتيرة عملنا أخذت في التصاعد خلال الأيام الماضية، وأتاحت مناسبة المونديال فرصا أفضل للعمل في طباعة الملصقات وعملية بيعها التي يرتزق منها الكثير من العاطلين عن العمل".
ويبلغ سعر الملصق الواحد دولارا واحدا فيما يبلغ سعر الملصقات الكبيرة ثلاثة دولارات مما يسهل عملية شرائها.
ويرى أحد المهتمين ببيع الصور الرياضية منذ 20 عاما أن "مسألة بيع الملصقات المونديالية عملية تدر الأرباح ".
وفي الجانب الآخر، بدأت مظاهر الاهتمام بالمونديال تقلق العائلات نتيجة المبالغة اللافتة التي يبديها الشباب لمعايشة الحدث العالمي الأبرز وولدت لديهم انتقادات واسعة لابنائهم.
ورغم النظرة الواحدة لتلك العائلات، لكنها تعتبر الاهتمام المبالغ به سيؤدي إلى انصراف آلاف الطلبة عن تأدية واجباتهم الدراسية قبل بدء الامتحانات المتزامنة مع أحداث المونديال.
من جانبها، أكدت موظفة في إحدى المؤسسات الثقافية "مسألة الاهتمام بالمونديال تبدو طبيعية لما للعبة من تأثير كبير على الحياة، لكن أن يصل الأمر إلى حد أن يتحول الاهتمام إلى حمى وطقوس ساخنة من شأنه أن يؤثر سلبا على العائلات المتفرغة هذه الأيام لقرب الامتحانات".
وأضافت "لقد تغطت جدران المنازل بصور وبوسترات منتخبات العالم ونجومها، ومما يزيد من تعقيد الأجواء داخل المنزل وجود أكثر من معجب ومشجع مما يدفع بالجميع إلى الخلاف وإثارة المشاكل، وسيعرقل هذا بالتأكيد الاستعداد للامتحانات الدراسية".
وتساءلت "هذا ما يحصل قبل كأس العالم، لكن من يعرف ماذا سيجري داخل منازلنا بعد انطلاق المباريات؟".
وذهبت سيدة أخرى إلى أبعد من ذلك "أعتقد بأن المعاناة لا تنحصر في تأثير مباريات كأس العالم على الدراسة، فقد أصبحنا تحت تأثير البحث عن مولدات للكهرباء تؤمن متابعة المباريات في حال انقطاع التيار الكهربائي خلال المباريات".
وأضافت "هذه المسألة ستجعلنا نئن تحت وطأة الأعباء المالية الكبيرة لغرض توفير مثل هذه المولدات الكهربائية لتأمين المشاهدة".